زوجتي The Nun
قصة زوجتي The Nun بقلم سلمى
أيوه يا جماعة، زي ما أنتم شايفين في الصورة، أنا العريس اللي اتجوز The Nun بنفسها!
ما تستغربوش، الحب أعمي، وأنا بقى قلبي أختارها.
سمعتك يا اللي بتقول أيه الذوق المرعب اللي بيجيب سكته قلبيه.
يوم الفرح الناس افتكرت إننا بنعمل مقلب، بس لأ، ده كان فرح بحق وحقيقي، أنا وهي، والأنوار اللي كل شوية كانت بتفصل، والدي جي اللي اختفى بعد أول أغنية.
خليني أرجع بيكم لأول مرة شفتها فيها، الليلة اللي ما عمري ما هنساها أبدا.
لسه فاكر اليوم ده كويس، كنت راجع من الشغل تعبان وجسمي كله متكسر، والساعة حوالى 11 بالليل، الشارع فاضي إلا من صوت كلب بيهوهو.
ماشي على مهلي وبكلم نفسي:
يارب الكهربا متقطعش النهارده، نفسي يوم يعدي من غير تقطع.
دخلت العمارة اللي ساكن فيها، وحاولت اشغل الاسانسير وكالعادة، لقيته بايظ ومش شغال، وهو ده المعتاد في عمارة الشؤم والندامة اللي أنا ساكن فيها.
وطبعا هضطر اطلع ست أدوار على رجلي وأنا تعبان ومش قادر هلكان على الآخر من تعب الشغل، بدأت أطلع وأنا بشتم في سري، في صاحب العمارة والملاك وكل شخص ساكن فيها ومش عايز يدفع فلوس الصيانة.
طلعت السلم بالعافية، وفجأة النور قطع وسمعت ضحكة مش عارف هي جاية منين.
قلبي بدأ يخبط في صدري، طلعت الموبايل وشغلت الكشاف، وحركته قصادي، ومرة واحدة ظهرت بنت لابسة فستان أبيض، ووشها باين منه حتة صغيرة، بس الحتة دي كانت كفيلة تقطع خلف اجدعها شنب.
حاولت أصلب طولي، وأنا ببصلها من فوق لتحت، وطبعا زي ما الكل عارف انا مبعرفش امسك لساني، فقولت ليها:
إيه ده؟ ده أنتي شكلك وحش أوي؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
هي ما ردّتش عليا والتزمت الصمت وقربت مني خطوة خطوة، والجو قلب فجأة مشهد جوا فيلم رعب، وشوفت ملامح وشها كويس المرة دي، مستحيل تكون the nun
فقلت وأنا برجع خطوتين لورا:
بصي، مش قصدي حاجة والله، بس يعني، هو شكلك يخوف شوية، مفيش مرطب؟ ولا ماسك لعلاج التشققات؟ بشرتك دي، محتاجة معجزة يا أختي عشان تتصلح.
يعلن لساني اللي عايزه قطعه.
وشها اتغير مرة واحدة. ابتسمت ابتسامة مرعبة وضحكت ضحكة خلت شعر جسمي كله يقف.
لما شوفتها اتحولت قلت بسرعة وأنا بحاول أصلح غلطي:
يا بنتي والله أنا بهزر، هو أنتي ملكيش في الهزار، يعني مش عشان شكلك مرعب نقول إنك مش أنثى، لأ بالعكس أنتي دستة أنثى جوا بعض، إنتي جميلة بطريقة، مختلفة جدًا جدًا جدًا، يعني مختلفة لدرجة مرعبة!
بس بدل ما تهدى مدت إيدها فجأة و…
طاخخخخخخ!!
إدتنى حتت كف من اللي بيخلي الواحد يرجع بطن أمه تاني، الموبايل وقع من إيدي، وصرخت وأنا ماسك وشي:
انتي بتضربي ليه دلوقتي؟! ده أنا كنت بمدحك وبتغزل في جمالك اللي مفيش منه اتنين. كلام في سرك واللي هقوله ليكي ميطلعش برا، عشان محدش يقول عليا مجنون، بس انا معجب بيكي من أول مرة شوفتك فيها.
بس بالله عليكي بلاش تاكليني، استنى لما اتجوز الاول وأدخل دنيا.
قربت، ووشها بقى قريب جدًا من وشي، فقولت ليها بهدوء عكس اللي جوايا:
ماشي، ماشي، شكلك حلو، رقيق، تحفة. ومعجب بيكي كمان، بس بالله عليكي ابعدي عني، وبلاش تأذيني! بسم الله الرحمن الرحيم.
وهنا همستلي بصوت تقيل كأنه طالع من بير عميق:
كداب وكلامك ده مش طالع من جوا قلبك، عشان انا فعلا مش حلوة. وعارفة كويس أن كل الناس بتخاف مني، ماهما طبعا لازم يخافوا مني.
أنا ساعتها قلت في سري:
خلاص يا رب، أكيد ده ذنب عامل البوفيه، سامحنى يا عم حسين وابوس ايدك رجع دعوتك تاني، وادعيلي دلوقتي أن العفريتة دي تختفي!
قلت وأنا ببلع ريقي بالعافية: أنتي عايزه ايه مني؟
ضحكت بصوت مرعب وهي بتقرب منى أكتر وقالتلي:
عايزه أتجوزك.
اتخرست للحظة، وغمضت عنيا وفتحتها تاني، لعلى وسعي تختفي وأكون بهلوس من تعب الشغل وقلت النوم.
لكن هي مختفتش ولسه واقفة قصادي، فقلت ليها وأنا بضحك، وبحاول أكون متماسك:
على ما أعتقد مفيش مأذون للنوع ده من الجوازات، وأنا مرضاش لنفسي أعمل حاجة حرام. ولا أنتي هترضيها لنفسك يا بنت الناس اللي مش طيبين، فروحي شوفي عريس من الجحيم اللي انتي جايه منه.
ردّت وهي بتقرب مني خطوة بخطوة:
ما تقلقش، المأذون جاهز من العالم التاني.
اتنهدت وقلت في سري:
هو أنا ناقص؟ هو انا قادر أتعامل مع البنات اللي من عالمنا، عشان اعرف اتعامل مع عفريته.
قلتلها وأنا برجع لورا:
طب معلش، انتي متأكدة انك مش غلطانه في العريس؟ ده انا ولا شكل ولا جسم ولا حتى معايا فلوس أجيب شقة. أنا يابنت الحلال مش مناسب ليكي و هظلمك معايا.
رددت بهدوء مرعب:
لأ مش غلطانة، وأنا مستعدة أعيش معاك جوا قبر متر في متر.
يامرارك الطافح يا معتز.
وساعتها النور قطع تانى، والسلم بقى ضلمة كحل، فسمعت خطواتها البطيئة اللي كانت بتقرب مني.
انتي مش بتخافي من الظلمة؟ سألتها وانا بشغل كشاف الموبايل.
ردت ووشها ظهر فجاة قصاد نور الكشاف؛
أنا الضلمة ذات نفسها وهخدك معايا.
الدم نشف في عروقي، لما مدت إيدها ولمست صدري، وقالت
حاسس؟
قلت بصوت متقطع: حاسس إن عمري هيخلص في اللحظة دي!
ضحكت، ووشها قرب مني، لحد ما بقيت حاسس نفسها البارد على وشي.
أنا مش هأذيك، أنا عايزة أتجوزك بس.
قلت بسرعة: تتجوزيني؟! طب ما نبدأ بحاجة بسيطة، مثلاً نتابع بعض على الفيس الأول؟
بصتلي بصة مرعبة كأن كلامي معجبهاش، وبعدها قالت:
وأنا the nun مليش في تضيع الوقت واي حاجة عايزها باخدها علطول وانا عايزاك وعايزه أتجوزك، و اخلف منك.
-تخلفي مني؟! وامصيبتاااه.
-ايوه، عايزه أجيب ولاد كتير.
همست لنفسي يا ليلة بيضة، أكيد عايزه تاكلهم، حاولت أهرب من قصادها، بس رجلي ما كانتش شايلني.
النور اشتغل فجأة، وظهر وراها واحد لابس عمة سودة، ووشه كله متغطي.
صوت تقيل جه من وراها:
العروسة جاهزة يا ولدي، قول ورايا: قبلت الزواج منها على سنة الارواح الملعونة.
صرخت:
لأ يا عم الشيخ، ده أنا حتى ما جبتش الشبكة!
بس الراجل ما اتكلمش، وهي قالت وهي ماسكة إيدي بقوة:
قول ورايا يا حبيبي، وانا قبلت الزواج منك.
حاولت اقول اي حجة عشان أهرب وقلت وأنا بحاول اضحك:
طب إديني خمس دقايق البس بدله الاول!
لكنها ما ضحكتش وقالت بصوت يخوف لدرجة كنت هعملها على نفسي:
اتجوزني الاول وإلا هاخد روحك دلوقتي.
فقلت ليها بسرعة:
ماشي ماشي، أنا موافق! بس بشرط، نأجل الخلفة وشهر العسل شوية، عقبال ما اكون جهزت نفسي!
ضحكت، المرة دي ضحكة ناعمة وغريبة، وقربت. ووشها بقى قدامي بالظبط، ومدت إيدها على صدري وقالت:
من النهاردة هتبقى ليا، للأبد.
وساعتها، النور رجع مرة واحدة! وفجأة الباب اللي قصادي فتح، وسمعت صوت مألوف جدًا بيضحك
مفاجأااة!
رفعت راسي بالعافية، ولقيت أختي منى ماسكة كاميرا ومعاها واحدة صاحبتها أول مرة أشوفها، وبيضحكوا.
وأنا حاسس بدوخة:
إيه ده؟! ايه اللي عملتوه ده، ده أنا كنت هموت فيها!
منى وهي هتطفس من كتر الضحك:
ياااه يا معتز، نفسي تشوف وشك لما صحبتي قالتلك عايزاك تتجوزني…ده أنت كنت هتموت يا راجل! هو أنت افتكرتها The Nun بجد. دي نهى صحبتي على فكرة.
قعدت على أول درجة وأنا حاطط إيدي على قلبي:
إنتوا مجانين؟! أنا حرفيًا روحى كنت هتطلع فيها! ردي عليا عملتي ليه كده، يا زفته أنتي وهي؟
منى :
إحنا قولنا نحتفل بعيد ميلادك بطريقة كريتيف، بس واضح إنك قلبك مش قد كده يا نجم.
أنا: عيد ميلاد الندامه. يا شيخة روحي منك لله، ده أنا كنت هموت فيها، وعالله تعملي كده تاني؟!
منى قالت وهي بترفع الكاميرا:
بس بصراحة التمثيل بتاعنا جامد أوي. وأنت طلعت قلبك رهيف ومش بتاع رعب زي ما كنت واهمني.
عدى وقت، والدنيا رجعت تمشي عادي. بس الغريب إن قلبي بدأ يروح ناحية نهى، صاحبة منى.
البنت دي كان فيها حاجة غريبة، دمها خفيف، وجدعة، وضحكتها لوحدها كانت كفيلة تنسيني أي هم.
كلمة منها وكلمة مني، ولقينا نفسنا بنتكلم كل يوم، لحد ما في الآخر، الموضوع كبر، و اتقدمت ليها رسمي.
ويا سلام بقى على فرحنا.. كان يوم ولا في الاحلام وانا فرحان مش مصدق نفسي! وبقول لنفسي خلاص جاه اليوم اللي هتجوز فيه.
وبعد كل الحب اللي بينا، لقيت نفسي واقف قدام نهى بالفستان الأبيض بدل The Nun.
قلت في سري: سبحان مغير الأحوال، هي دي نهي اللي كانت منتكرة في هيئة عفريته. تبارك الله على جمالها في الفستان الابيض!
لكن، في نص الفرح، لما النور خف شوية عشان فقرة الرقصة الأولى، التفت أدور على نهى، ملقتهاش.
ومرة واحدة الباب الخلفي اتفتح، وطلعت نهى!
بس مش بالفستان الأبيض، كانت لابسة فستان أسود طويل، وطرحة سودا، ووشها شاحب زي الطباشير.
القاعه كلها شهقت، وأنا اتسمرت في مكاني، وفتحت بؤي وقلت بصدمة:
يا نهار رعب، الأنسة the nun رجعتلي تاني!
الناس بدأت تضحك وتصفق، فاكرينها فقرة في الفرح.
واحد من المعازيم صرخ:
الله! دي أحسن حفلة جواز حضرتها في حياتي!
بصيت ليها بضيق وقلت من بين سناني:
نهى، قوليلي إن ده هزار، بالله عليكي قولي إن ده هزار!
نهى قربت مني بخطوات بطيئة، ولما وقفت قدامي، قالت بخبث وهي بتضحك:
مفاجأة يا حبيبي، قلت أعمل فرحنا بنفس شكل أول مرة شفتني فيها.
اتنفست بصعوبة وانا بقول:
لينا بيت يلمنا، وهطلع عليكي كل اللي عملتيه زمان ودلوقتي وهوريك
وقبل ما الحق أكمل كلامي، دخلت أصحابها واحدة ورا التانيه
واحدة لابسة زي آنابيل شايلة عروسة مرعبة، والتانية العروسة الجثة، وواحدة لابسة فريدي كروجر.
نهى بصتلي وضحكت:
عجبتك المفاجأة الحلوة دي، يا حبيبي.
بصيت ليهم بصدمه وبعدين التفت ليها وقلت ليها بهمس:
ده أنا هطلع روحك يا روحي، بس الصبر. ماشي يا نهى.
ضحكت وهي بتقولي:
ما هو انت اللي ديما بتقولي بحب اتفرج على أفلام رعب، فقولت لنفسي يا بت يانهى بدل ما تجيبي تورته، اعملي ليه مفاجأة خارج الصندوق، فكرة عمر ما حد هيعملها غيرك.
نهى كانت بتضحك لدرجة إن دموعها نزلت، وهي بتتكلم. فلقيت نفسي غصب عني بضحك على صوت ضحكها وقلت:
أنا مش هشوف فيلم رعب تاني طول حياتي! خلاص، هتفرج على كرتون، على ميكي ماوس، على طيور الجنة، أي حاجة غير الرعب!
وفجأة النور انطفى وظهر على الشاشة ورانا، مشهد من فيلم The Nun، والصوت بيقول:
ستبقى الراهبة معك إلى الأبد، يا معتز!
أنا رفعت صباعي للسما وقلت بصوت عالي:
اللهم لا اعتراض.
زوجتي The Nun
تمت
بقلمي سلمى